ذرابة

برنامج مختص بعرض انسب الجمل والكلمات و الردود التى تقال فى المناسبات المختلفة.

لا يخفى على أحد أنَّ الألفاظ الحسنة تدل على أن صاحبها ذو ذوق أدبي ورقي فكري , ما أوضح الفرق بين من ينضح حديثه بالخشونة والألفاظ الجافة والمعاني الجارحة، وبين من يقطّر حديثه رقة وعذوبة, كثيرا من الألفاظ العذبة الراقية الجميلة ألا ترون معي كم نفتقدها في مفردات أحاديثنا اليومية ؟!

فقر مدقع نعاني منه لاستخدام أبسط مبادئ صياغة الكلام المنظم المتَّسم بالرقة والمعبر عن أعماق آيات الحب والعرفان, قالوا قديما: (قلبك دليلك) لكنهم الآن يقولون: (لفظك دليلك) لأن طريقة حديثك مع الأخرين تكشف كثيرا من جوانب شخصيتك ولو كان لقاؤك بهم قد حدث مرة واحدة, فالكلمات الحلوة واللبقة كفيلة بأن تفتح لك في قلوب الأخرين دروباً واسعة من الحب والنجاح, ونظرات جمة من الود والإعجاب, إذن هل نعجز أن نصنع من السنتنا ألفاظا عذبة وحروفاً رقيقة تلون شخصيتنا بالكثير من التفرُّد والتميز ؟ (1)

قال تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) [سورةالبقرة:83]، وجاء في آية أخرى: (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) [ النساء: 86].نحن أمة محمد لازم علينا ان نتميز بالردود الطيبة ولو اختلفت لهجاتنا فالكلمة الطيبة صدقة و بريد لقلوب الآخرين لذا علينا أن نغرس الألفاظ الحسنة في نفوس أبنائنا وبناتنا ونطهر ألسنتهم من الألفاظ القبيحة، فمن خلال تكرار وإعادة الكلمات الحسنه يوميا سنجد أنها بالتدريج انسابت من فاهنا تلقائيا , وننعم بألفاظ عذبة في كل لحظة , فنشكل مجتمعا يتداول جميل الكلام .

عندما يكون الرجل لبقا وحسن الكلام فإن الناس لا تبالي بمشقة ما قدموا له من عون ومساعدة والذي دفعهم لذالك هو الكلام الجميل (2) فاللسان الذي يتفنن باختيار ألفاظه يملك مفاتيح النجاح , ومن غير الجيد ان ترى منظر فتاة من أروع مايكون من التألق والتأنق ولكنها إذا تكلمت يكون كلامها جافا أو سيئا فلا يكون لمظهرها قيمة تذكر (3) ولا يكون لأنوثتها جاذبية, كلنا بلا استثناء نعرف جيدا كيف نختار ملابسنا وحقائبنا واكسسواراتنا والأماكن التى نشتري منها ولكن هل نبذل نفس المجهود ونحن نختار كلماتنا؟ بعض الناس يعتقد أن الكلمة بسيطة تقال فى اي وقت وإنها مجموعة حروف فقط ولكنهم لا يعرفون أن هذه الكلمة مكونة من مشاعر وأحاسيس وفكر ورسائل وتلميحات وأنها من الممكن أن تحول مسارات , والكلمة الطيبة لها مفعول السحرعلى الانسان بيدها أن ترفعه الى أعلى سماء أو تنزله الى سابع أرض(4) وهو دواء جذري لامتصاص الغضب والحقد من قلوب الآخرين , فباستطاعتنا بالكلمة الجميلة أن نقهر قلوباً قد تحجرت مع مر السنيــن .

إذن فلنجعل الألفاظ اللبقة تنساب من ألسنتنا كما تنساب قطرات الندى عذبة وندية (5).

©